الوقت وكيفية استثماره دنيويا وأخرويا

الوقت هو الثواني والدقائق والساعات والأيام والشهور والسنوات التي أنعم الله بها على عباده في هذه الدنيا لينتفعوا بها.

ووقت الإنسان حياته ابتداءً بولادته وانتهاءً بوفاته، يقول ابن القيم: “فوقت الإنسان هو عمره في الحقيقة… وهو يمر مر السحاب” (الجواب الكافي لابن القيم، 691هـ – 751هـ). ويقول الحسن البصري، 21هـ – 110هـ: “يا ابن آدم إنما أنت أيام، كلما ذهب يوم ذهب بعضك” (حلية الأولياء لأبي نعيم الأصفهاني، 336هـ – 430هـ).

ومما سبق ذكره يتبين بأن للوقت أهمية عظمى؛ لذا أقسم الله به في آيات كثيرة من كتابه المحكم، ومن تلك الآيات:

  1. قوله تعالى: (والعصر * إن الإنسان لفي خسر * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر *) [العصر: 1-3].
  2. قوله تعالى: (والليل إذا يغشى * والنهار إذا تجلى*) [الليل: 1-2].
  3. قوله تعالى: (والفجر * وليال عشر *) [الفجر: 1-2].

وعلى هذا يجب على المسلم أن يستثمر وقته وينتفع به في مصالحه الدنيوية والأخروية؛ مادام الإسلام دين الدنيا والآخرة، يقول الله تعالى: ?وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا…? [القصص: 77]؛ لذا كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: “ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار” (البخاري ومسلم).

ولأجل تحقيق السعادة الدنيوية والسعادة الأخروية يوصي النبي صلى الله عليه وسلم المسلم، ويقول له: “اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك” (شعب الإيمان للبيهقي، 384هـ – 458هـ). وهذه الأمور المذكورة في الحديث أهم الفرص الوقتية للمسلم، فعليه أن ينتهزها.

ومن المعلوم أن من الوقت اليوم، واليوم يحتوي على الليل والنهار، وهما معا 24 ساعة؛ وجدولة هذه الساعات وتنظيمها يعين المسلم على الاستفادة من وقته حق الاستفادة.

وإليكم نموذجا لتنظيم ساعات الليل والنهار، وتوزيعها على الأعمال التي من خلالها يسعد المسلم في دنياه وأخراه:

الأعمال (عدد الساعات)

  1. الراحة والنوم (7)
  2. الحاجات (مثل الأكل والشرب والاغتسال وغيرها) (3)
  3. الصلاة وقراءة القرآن (3)
  4. العمل المعيشي أو الدراسة (8)
  5. الممارسات النافعة (مثل المطالعة والرياضة والزيارة وغيرها) (3)

والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

 

بقلـم:

الأستاذ محمد عبد الله الشيخ ماحي

Scroll to Top